شخصيات عُمانية: نور الدين السالمي الكفيف الذي قاد عمان نحو الإصلاح، فماذا تعرف عنه؟
لا شك أن تاريخ عمان زاخر بالكثير من الشخصيات المؤثرة في تاريخ الإصلاح السياسي والفكري والاجتماعي والاقتصادي وإلخ، وهي شخصيات لها تقديرها واحترامها وسطر التاريخ دون جدال أبرز إنجازاتها في المجتمع العماني عبر التاريخ. بالإضافة إلى تأثيرهم الإيجابي على الدول التي كانت كذلك تحت النفوذ العُماني الذي وصل إلى أواسط شرق أفريقيا وجزر القمر.
وحينما نذكر هنا الإمام نور الدين السالمي فإننا نتحدث عن عالم جليل ومصلح اجتماعي وديني وسياسي أدرج ضمن برنامج الذكرى المئوية للأحداث التاريخية المهمة والشخصيات المؤثرة عالميا ضمن أعمال الدورة 38 للمؤتمر العام لليونسكو.
لهفي على شيخ نشأت بحجره زين الصنائع رحب الجميل مهذب حسن الشمائل والطبائع
وقد فقد الشيخ نور الدين السالمي بصره وهو بعمر الـ 12 عاما، وبعدها انتقل مع أسرته إلى ولاية السويق وتتلمذ هناك على يد الشيخ صالح بن سعيد الإسماعيلي، وبعدها عاد إلى الرستاق التي كانت تزخر كذلك بالكثير من علماء عمان كالشيخ راشد بن سيف اللمكي والشيخ عبدالله بن محمد الهاشمي والشيخ ماجد بن خميس العبري، ولذا نراه يتتلمذ ويتنقل بين علماء عصره يأخذ منهم مختلف العلوم حتى أصبح ينافسهم في سعة العلم والإدراك، حيث قال عنه الشيخ راشد بن سيف اللمكي:
” أخذت العلم من الشيخ ماجد بن خميس فصرت أوسع منه علما، وأخذ عني العلم الشيخ عبدالله بن حميد (نور الدين) فصار أوسع مني علما”.
وهكذا استمر الإمام السالمي يأخذ العلم متنقلا بينهم حتى أصبح ممن يشار لهم بالبنان، وكيف لا وهو من استطاع أن يؤلف كتابه الأول وهو لا يزال في السابعة عشرة من عمره بعنوان (شرح بلوغ الأمل في المفردات والجمل).
وبعد مدة من الزمن انتقل الإمام السالمي إلى القابل لطلب العلم من الشيخ صالح بن علي الحارثي وبقي فيها وأصبح الشيخ صالح الحارثي ملهمه الذي تعلم على يديه علوم التفسير والحديث وأصول الدين والمعاني والبيان والمنطق وأصول الدين.
وفي عام 1323هـ، ذهب الإمام السالمي لأداء فريضة الحج وهناك التقى بالعديد من العلماء من مختلف دول العالم الإسلامي وقد كان لذلك الأثر الطيب في فكره وعلمه واطلاعه ووضح بشكل جلي حينما عاد إلى موطنه عمان لمواصلة دوره النبيل في مشواره العلمي والإصلاحي بالمجتمع.
– أنوار العقول.
– بهجة الأنوار.
– مشارق أنوار العقول.
– غاية المراد في الاعتقاد.
– رسالة في التوحيد .
– الشرف التام في شرح دعائم الإسلام .
– كشف الحقيقة في الرد على جهل الطريقة.
– روضة البيان على فيض المنان.
– شمس الأصول.
– طلعة الشمس.
– الحجة الواضحة.
– شرح الجامع الصحيح.
في علوم الفقه:
– جوابات وفتاوي.
– مدارج الكمال.
– معارج الآمال.
– جوهر النظام.
– تلقين الصبيان.
– الحجج المقنعة في أحكام صلاة الجمعة.
– سواطع البرهان.
– إيضاح البيان.
– بذل المجهود في مخالفة النصارى واليهود.
– بلوغ الأمل.
– شرح بلوغ الأمل في المفردات والجمل.
– المواهب السنية على الدرر البهية.
– المنهل الصافي في العروض والقوافي.
– شرح المنهل الصافي في العروض والقوافي.
في علم التأريخ:
– تحفة الأعيان بسيرة أهل عمان.
– اللمعة المرضية.
– رسالة الحق الجلي في سيرة الشيخ صالح بن علي.
– الإمام سالم بن راشد الخروصي الذي تم مبايعته للإمامة في عام 1913م.
– الإمام محمد بن عبدالله بن سعيد بن خلفان الخليلي الذي بويع بالإمامة سنة 1920م.
– القاضي أبو الوليد سعود بن حميد بن خليفين.
– القاضي أبو الخير عبدالله بن غابش النوفلي.
– الشيخ عيسى بن صالح بن علي الحارثي.
– الشيخ أبو زيد عبدالله بن محمد بن رزيق الريامي صاحب كتاب حل المشكلات.
– العلامة أبو مالك بن خميس بن مسعود اللمكي الذي قال عنه الإمام السالمي : ” ما أخاف عليكم من جهل وفيكم عامر بن خميس”.
لقد أصبح الإمام السالمي حقًا ملهمًا لتلامذته في مجال الإصلاح الاجتماعي والسياسي وباعثا للنهضة العلمية، ولم يستغل الدين في سبيل السياسة أبدا بل جعل السياسة خادمة للدين بتحرير العقول من المفاسد والمظالم ونبذ المشاكل الاجتماعية والفكرية والسياسية ويغذي أبناء مجتمعه العماني قوة وفهما واستيعابا ليمسي نور الدين السالمي رجل التغير والأب الروحي لكل الإصلاح الذي كان يقوده من أجل الخير في عمان وهو من يعتني في مؤلفاته على الجميع الرجل والمرأة والصغير قبل الكبير حتى وصل تأثيره ونور فكره إلى الكثير من أقطار الأمة الإسلامية في شمال وشرق أفريقيا وشبه الجزيرة العربية وغيرها.
ورغم أنه فقد بصره وهو صغير إلا أن الموسوعي العماني الشيخ نور الدين عبدالله بن حميد السالمي خلّف الكثير من المؤلفات المهمة والخالدة للصغير والكبير في مختلف صنوف العلم والمعرفة.
ولنا هنا أن نعرّف لكم الشيخ الجليل فهو عبدالله بن حميد بن سلوم بن عبيد بن خلفان بن خميس السالمي، ولد في الرستاق وتحديدا ببلدة الحوقين تقريبا في عام 1871م، ويعود نسب القبيلة التي ينتمي لها إلى نزار بن معد بن عدنان، أما والده فهو الشيخ حميد بن سلوم السالمي كان من أبرز وجهاء زمانه في التقوى والورع وهو من تكفل بنفسه بتعليم الإمام السالمي علوم القرآن فقال عن والده بعد رحيله:
لذا وبعد كل هذه المحصلة العلمية الممتوسعة يعد الشيخ نور الدين السالمي في عمان سياسيا و فقهيا و متكلما و مؤرخا و شاعرا و صاحب بصيرة ثاقبة و عزيمة في طلب العلم لا حدود لها , ورائدا من رواد الفكر و المعرفة , وكان شديد الغيرة على الإسلام و قضي حياتة كلها في الدعوة للخير و النهي عن المنكر , وكان مجددا للفكر الإسلامي و يتزعم في زمانة بحق حركة النهضة العلمية و الفكرية و السياسية في عمان.
وكانت له علاقات واسعة بالسلطان فيصل بن تركي بن سعيد البوسعيدي, وبالشيخ محمد بن يوسف أطفيش الجزائري , و بالشيخ سلمان الباروني الليبي, وبأبي مسلم بن ناصر بن سالم الرواحي في زنجبار و بمصطفى اسماعيل و قاسم سعيد من مصر وغيرهم الكثير من علماء و سلاطين عصره.
وكان له مواقف سياسية حازمة أدت إلى إقامة الإمامة بمبايعة سالم بن راشد الخروصي إماما على عمان في عام 1913م في ظل الخلاف السياسي الحاصل آنذاك في عمان بين المحافظين و المعتدلين.
وأما بالنسبة للمحصلة العلمية التي خلفها الإمام السالمي فهي كثيرة و شملت علوم الدين و الفقة و الحديث و اللغة العربية و التأريخ ومنها:
في علوم العقيدة
في أصول الفقه
في الحديث الشريف
في علوم النحو
في علم العروض
ولا بد لنا هنا أن نذكر لكم أهم تلامذة الشيخ الإمام نور الدين السالمي في عمان وهم كثر ومنهم على سبيل المثال:
يكفي أن تعلمون بأن وفاة الإمام نور الدين السالمي كانت من أجل مسألة علمية أراد أن يحاور فيها أحد المشايخ في داخلية عمان، وحينما وصل إلى نزوى وتحديدا قرية تنوف اصطدم رأسه بجذع شجرة وهو على راحلته ليسقط مفارقا للحياة في ربيع الأول من عام 1332م الموافق فبراير عام 1914م وهو لم يتجاوز عمر الـ 48 عاما، ودفن مقابل فلج تنوف بجانب الشيخ حمير بن ناصر النبهاني رحمهم الله جميعا وأسكنهم فسيح الجنات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق